- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
الخلية الحية بناء معقد يظهر عظمة الخالق:
بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الأخوة الكرام
الحقيقة عندنا مشكلة ، أن أكبر مشكلة تواجه نظرية التطور التي نحن في صددها هي أن بنية الخلية الحية معقدة إلى درجة كبيرة ، حيث يستحيل ظهورها بعوامل المصادفة
إن أكبر مشكلة تواجه نظرية التطور هي أن بنية الخلية الحية معقدة إلى درجة كبيرة بحيث يستحيل ظهورها بعوامل المصادفة .
أستاذ علاء ، لو وضعنا عشر ورقات بكيس مرتبة من واحد إلى عشرة ، احتمال أن يأتي طفل ، ويسحبها فتأتي مسلسلة واحد على عشرة آلاف مليون حالة
لذلك قال بعضهم : ذرة الحمض الأميني لا تكفي ذرات لتصنعها صدفة ، مبدأ الصدفة مبدأ تحت الأقدام ، لا يعقل ولا يقبل ، ولا يقبل به أي عاقل .
شيء آخر ، تتكون جميع أجزاء الخلية من دقائق في غاية التعقيد ، قديماً لم تكن هناك مجاهر عميقة ، الآن عندنا مجهر الكتروني يكبر 400 ألف مرة
المجاهر التقليدية ظهرت خلية قطعة مقسمة ، كما بدت هنا ، البنية المعقدة للخلية المعقدة معروفة حديثاً ، فتبدو هذه الخلية تحت المجاهر الحديثة معقدة غاية التعقيد ، مؤلفة من آلاف الأقسام التي تعمل معاً كبنك معلومات ، ومصنع ، ومخزن ، وتصريف إدارة
حتى إن لها غشاء عاقلا يمنع دخول ما لا تريد
شيء آخر ، أنه لكي تستطيع الخلية الاستمرار في الحياة كان من الضروري وجود جميع هذه الأعضاء والأجزاء بنفس الوقت ، أما ظهور هذا النظام المعقد جداً مصادفة فأمر مستحيل تماماً ، ولا تستطيع المختبرات الأكثر تطوراً إنتاج خلية حية واحدة من مواد غير حية ، مستحيل وألفُ ألفِ ألف مستحيل أن تظهر خلية حية من أشياء غير حية
نظرية " داروين " تقوم على هذا ، أن الخلية الحية ظهرت طفرة من أشياء غير حية ، وبدت استحالة هذه العملية إلى درجة أدت إلى تركها كلياً ، وعدت المحاولة بقيام أي تجربة بهذا الصدد محاولة عقيمة ومستحيلة ، أما نظرية التطور فتدعي أن هذه العملية التي عجزت عقول البشر جميعاً مع كل تقنياتهم المتقدمة عن تحقيقها قد تمت سابقاً عن طريق المصادفات العشوائية .
العلماء يقولون : إن ظهور خلية حية في الوجود نتيجة المصادفات يشبه ظهور طائرة بوينغ 747 عن طريق انفجار تم مستودع للحديد
أو ظهور قاموس ( لاروس ) من انفجار في مطبعة ، إنه شيء مضحك .
الدي إن إيه وتصميمها المذهل:
الحقيقة أن علماء الكيمياء الحيوية اكتشفوا الحموض الأمينية التي نعبر عنها بـ ( دي إن إيه ) فيها تعقيبات تفوق حد الخيال ، والتصميم المذهل لهذه الأشياء قد لا يصدقه العقل ، وقد اعترف العالم فرانسيسكو الذي حاز على جائزة نوبل لاكتشافه أن هذه البنية معقدة مثل بنية ( دي إن إيه )لا يمكن أن تظهر إلى الوجود نتيجة المصادفات
وقد اضطر إلى هذا الاعتراف مع أنه من أنصار " داروين " ، إن جزئي ( دي إن إيه )جزئية عملاقة موجودة في نواة كل جزئية حية
والخواص المادية جميعها التي يملكها كل مخلوق حي مربوطة بشكل شفرات في الجزئية الحلزونية ، فبدأ من لون أعيننا ، وبنية جميع أعضائنا الداخلية ، وانتهاء إلى شكلنا ، ووظائف جميع خلايانا
نراها موجودة بشكل مبرمج في الأقسام التي يطلق عليها اسم الجينات في هذه الجزئية ، كل صفات أصلها معلمات مبرمجة في نواة خليته ، حوالي خمسة آلاف مليون معلومة ، شيء لا يصدق .
تتألف هذه الشفرة شفرة ( دي إن إيه )من تماس أربعة جزئيات مختلفة ، فإذا قمنا بتشبه كل جزئية من هذه الجزئيات الأربعة بحرف فإن ( دي إن إيه )هو بنك معلومات مكون من أربعة أحرف
وقد تم خزن جميع المعلومات العائدة إلى الجسم في بنك المعلومات هذا ، ولو قمنا بتسجيل المعلومات الموجودة في ( دي إن إيه )وكتابتها على الورق لاحتجنا أستاذ علاء إلى مليون صفحة تقريباً من صفحات دوائر المعارف ، وهذا يعدل أربعين ضعفا من دائرة المعارف البريطانية التي هي من أكبر دوائر المعرفة للإنسان في العالم .
المعلومات المثبتة على النواة في الخلية ( دي إن إيه )تساوي أربعين ضعف المعلومات في الموسوعة البريطانية
الآن ملعقة فيها من هذه العناصر تكفي لكل ما أُلف وطبع من آدم إلى يوم القيامة ، شيء لا يصدق ، هذا لن يكون صدفة .
﴿ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾
هناك من يعتقد أنهم خلقوا صدفة ، أما الله عز وجل فيقول :
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾
شيء آخر ، إن نظرية التطور تحاول إرجاع جميع الكائنات الحية إلى المصادفات تبقى عاجزة عجزاً مطلقاً أمام الترتيب المذهل لجزئيات ( دي إن إيه )من الواضح أن البروتينات والجزئيات ( دي إن إيه )والخلايا
وجميع الأحياء ليست إلا نتيجة وأثراً لخلق في درجة الكمال ، وما دام هناك مثل الخلق المذهل والكامل فلا بد أن هناك خالقاً متصفاً بالقدرة ، وبالعلم المطلق اللانهائي .
المخلوقات تعكس إبداع الخالق:
أستاذ علاء ، حينما يتأمل الإنسان أي كائن حي في الطبيعة إلى مدى عظمة الخالق ، فكل كائن حي من ملايين الأحياء الموجودة في الطبيعة نموذج من نماذج الفن الرائع والجمال الفني البديع
هذه الأحياء تشير إلى خالقها ، وتعرفنا به ، وتشير إلى الله عز وجل خالق السماوات والأرض وما بينهما .
ولله في كل تحريكة وتسكينة أبدا شاهد .
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد .
ينطق بوجود الله ، ووحدانيته ، وكماله .
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
والحمد لله رب العالمين
المصدر
ندوات تلفزيونية / قناة سوريا الفضائية - الإيمان هو الخلق - الندوة : 20 - مقومات التكليف : الطبع - يعالج الله تعالى الإنسان من خلال صفاته ـ الخلية الحية